
أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو أن بلجيكا ستغلق ثمانية بعثات دبلوماسية في إطار إعادة هيكلة كبيرة لشبكة الدبلوماسية البلجيكية بهدف جعلها «أوسع وأكثر مرونة ومتجهة نحو المستقبل».
واعتبر بريفو أن هذا القرار يعد أول مراجعة شاملة للوجود الدبلوماسي البلجيكي على مستوى العالم منذ أكثر من عقد.
وقال بريفو في حسابه الشخصي على منصة «اكس» وبثته عدد من وسائل الإعلام الاجنبية، إن الإصلاحات تشمل أيضًا فتح خمس بعثات جديدة وتعزيز حوالي 20 بعثة قائمة بالفعل، بموجب الخطة، ستغلق بلجيكا بعثاتها في سراييفو (البوسنة والهرسك)، كوناكري (غينيا)، باماكو (مالي)، مابوتو (موزمبيق)، هافانا (كوبا)، ريو دي جانيرو (البرازيل)، قوانغتشو (الصين) والكويت.
وأشار إلى أن هذه الإغلاقات لا تقلل من أهمية التعاون والعلاقات الثنائية التي نوليها للدول المعنية، وهذه ليست نهاية علاقاتنا الدبلوماسية معها، وأن العلاقات ستستمر من خلال السفارات الإقليمية أو عبر المبعوثين الخاصين.
وقال بريفو أن إغلاق ثماني بعثات في الكويت ودول أخرى سيتم تدريجياً في عامي 2026 - 2027، مع ضمان الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين البلجيكيين، مشيرا إلى أن هذا الإصلاح يضمن أن تظل بلجيكا دولة ذات مصداقية ونفوذ، ومجهزة بشكل جيد للدفاع عن مصالحها في عالم مضطرب، مشيرا إلى أن الخدمات القنصلية للمواطنين البلجيكيين ستظل متاحة، مشيرًا إلى أن البعثات التي ستغلق ستتلقى الدعم خلال فترة الانتقال في عامي 2026 و2027.
دبلوماسيون متنقلون
وقالت الوزارة إن الأموال التي سيتم توفيرها من خلال الإغلاقات سيُعاد استثمارها في تعزيز البعثات التي تعاني من نقص في الموظفين، وإنشاء مجموعة من «الدبلوماسيين المتنقلين» الذين يمكن سفرهم ونشرهم بسرعة أثناء الأزمات أو في حالات النقص المؤقت في الموظفين.
وذكر انه إلى جانب الإغلاقات، ستفتح بلجيكا سفارات جديدة في تيرانا (ألبانيا)، ويندهوك (ناميبيا)، مسقط (عمان) وطشقند (أوزبكستان)، كما ستعين ممثلًا دائمًا للاتحاد الأفريقي بصفة مراقب في أديس أبابا (إثيوبيا). وسيتم تعيين سفير خاص بسوريا، يقيم في بيروت عاصمة لبنان.
تحديث البعثات
وأوضح أن بلاده قررت تحديث وإعادة توازن شبكة البعثات الدبلوماسية لدينا لتواكب الواقع الجيوسياسي الحالي، ولتكون أكثر استعدادًا للغد، مرجعا سبب هذا الإصلاح إلى أن العالم تغير بسرعة ونحتاج إلى شبكة دبلوماسية استراتيجية ومرنة وذات نظرة مستقبلية، قادرة على الدفاع عن مصالح بلجيكا وأمنها؛ ودعم البلجيكيين والشركات في الخارج؛ والانخراط الفعال في مجالات الدبلوماسية والتنمية والدفاع؛ والاستجابة للتحولات الجيوسياسية والممرات الاقتصادية الجديدة.
قرار صعب
وتعليقا على القرار، قال السفير البلجيكي لدى البلاد كريستيان دومز: تلقيت تعليمات من سلطتي لتنفيذ القرار الذي اتخذه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الذي يشمل على إغلاق 8 بعثات دبلوماسية، من ضمنها البعثة البلجيكية في الكويت، وهذا القرار، رغم صعوبته، يشكل جزءًا من استراتيجية أوسع تم النظر فيها بعناية على أعلى المستويات.
وأضاف دومز لـ القبس: حتى الآن، لم يتم تحديد تاريخ محدد للإغلاق، ولكن من المتوقع أن يتم تنفيذ القرار في صيف 2026، وستتضمن العملية سلسلة من الخطوات اللوجستية والدبلوماسية والإدارية لضمان أن الانتقال يتم بأكبر قدر من السلاسة.
وأشار إلى أن السلطات الكويتية تمارس ضغوطًا كبيرة على الحكومة البلجيكية من خلال الحراك الدبلوماسي، مُطالبةً بإعادة النظر في هذا القرار، وهم يطلبون مزيدًا من التوضيحات حول سبب ضرورة اتخاذ هذه الخطوة.
وأشار إلى أن السلطات الكويتية في انتظار مزيد من المعلومات والتوضيحات حول الأسباب التي تقف وراء الإغلاق، مضيفا: أن الكويت، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في المنطقة، تتطلع بشكل مفهوم إلى الحصول على تفسيرات واضحة وضمانات بأن القرار يتماشى مع مصالح بلجيكا طويلة المدى وأهدافها الدبلوماسية.
وأضاف: على المستوى الشخصي، لدي قدر من التعاطف مع موقف الحكومة الكويتية ومشاعرها تجاه هذا القرار. وحول امكانية تأثير هذا القرار في العلاقات بين البلدين، قال دومز: من المؤكد أن وجود سفير غير مقيم يمثل تحديًا للوصول إلى مستوى معقول من التعاون والتفاهم المشترك.
الحوار مطلوب
وتابع: من المهم أن يظل الطرفان منفتحين على الحوار خلال هذه الفترة، في حين أن القرار قد تم اتخاذه على أعلى المستويات، أعتقد أن هناك مجالًا للنقاش البناء الذي قد يساعد في التخفيف من تأثير الإغلاق والحفاظ على علاقات إيجابية في مجالات أخرى.
«الخارجية البلجيكية»: نولي علاقتنا بالكويت أهمية كبرى.. والتعاون المشترك مستمر
وقالت وزارة الخارجية البلجيكية ان قرارات بلجيكا الأخيرة بشأن فتح وإغلاق بعض البعثات الدبلوماسية تأتي في إطار جهد أشمل يهدف إلى تكييف شبكتنا الدبلوماسية مع الواقع الجيوسياسي والاقتصادي والقنصلي الحالي، فالهدف ليس تقليص حضورنا على الساحة الدولية، بل جعله أكثر استراتيجية وتوازنًا وفعالية.
ورداً على أسئلة القبس، أوضح مسؤول في الوزارة أن قرار إغلاق سفارة بلجيكا في الكويت اتخذ بعد تقييم دقيق لبصمتنا الدبلوماسية في منطقة الخليج، ويعكس هذا القرار عملية إعادة تنظيم تهدف إلى ضمان تركيز مواردنا في الأماكن التي يمكن أن تحقق فيها أكبر أثر، مع الحفاظ على علاقات وثيقة وودية مع جميع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك الكويت.
واضافت «وتولي بلجيكا أهمية كبيرة لعلاقاتها الثنائية مع الكويت، وستستمر علاقات التعاون بيننا عبر سفارتنا في الرياض، التي ستتولى من الآن فصاعدًا الاعتماد لدى الكويت، وكذلك من خلال المشاورات السياسية والاقتصادية المنتظمة، وسنظل ملتزمين تمامًا بالحفاظ على الحوار وتعزيز التعاون في مجالات الاهتمام المشترك مثل التحول الطاقوي، والاستقرار الإقليمي، والاستثمار».
وتابعت «وسيتم ضمان المصالح القنصلية للمواطنين البلجيكيين المقيمين في الكويت أو المسافرين إليها من خلال سفارتنا في الرياض، التي ستوفر الخدمات نفسها كما في السابق، سواء عن بُعد أو عبر بعثات منتظمة إلى الكويت. كما يمكن للمواطنين البلجيكيين الاعتماد على دعم سفارات الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي في الكويت، وذلك في إطار التعاون القنصلي داخل الاتحاد الأوروبي».
البعثات البلجيكية المشمولة بالإغلاق
• الكويت
• سراييفو (البوسنة والهرسك)
• كوناكري (غينيا)
• باماكو (مالي)
• مابوتو (موزمبيق)
• هافانا (كوبا)
• ريو دي جانيرو (البرازيل)
• قوانغتشو (الصين)
البعثات الدبلوماسية البلجيكية الجديدة
• تيرانا (ألبانيا)
• ويندهوك (ناميبيا)
• مسقط (عمان)
• طشقند (أوزبكستان)
• المندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي (أديس أبابا)
اقرأ أيضا بنفس القسم
جراء استهداف مباشر من طائرات الاحتلال إثر التصعيد المستمر منذ عصر الأربعاء
تندرج ضمن سياسات الاحتلال الرامية إلى تكريس عدوانه واستمراره في انتهاك الأراضي السورية
في مدينة صيدا جنوبي لبنان
سيوجه شرطة المدينة لتنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية
واهم من يظن خلاف ذلك
البحث
الأكثر قراءة







