وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق من واشنطن على لسان الرئيس ترامب الذي كتب في منشور على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» قائلا «فخور بإعلان أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى» من خطتي للسلام في غزة. وأضاف ترامب أن هذا الاتفاق «يعني أنه سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريبا جدا وستسحب إسرائيل قواتها إلى الخط المتفق عليه، وهي الخطوات الأولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي» في المنطقة، واصفا ذلك بأنه «يوم عظيم للشرق الأوسط وللدول العربية والإسلامية وللولايات المتحدة ولإسرائيل وللعالم».

وتابع «إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولجميع الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأميركية. ونتوجه بالشكر إلى الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. كل التقدير لصانعي السلام».

وأبدى الرئيس الأميركي في مقابلة تلفزيونية اعتقاده بأن الرهائن المحتجزين في غزة سيعودون بحلول يوم الاثنين إلى إسرائيل، وذلك إثر إعلانه عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع المدمر.

وقال ترامب لشبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أن الرهائن سيعودون يوم الاثنين.. وسيشمل ذلك جثث الموتى».

وأضاف «نعتقد أن قطاع غزة سيكون مكانا أكثر أمانا بكثير، وسيعاد بناؤه، وستساعده دول أخرى في المنطقة على إعادة الإعمار».

وكان الرئيس الأميركي قد اعلن في وقت سابق، أنه تلقى خلال اجتماع في البيت الأبيض من وزير خارجيته ماركو روبيو مذكرة بشأن اتفاق غزة.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د.ماجد الأنصاري ان اتفاق غزة سيؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

وأضاف الأنصاري: الاتفاق سيؤدي أيضا إلى دخول المساعدات إلى غزة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب للسلام في القطاع. وأتى هذا الإعلان بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام جرت بعيدا عن الأضواء في مدينة شرم الشيخ المصرية وشارك فيها وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون واتراك.

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر محلية مطلعة لم تسمها قولها: أن فريقا مشتركا يضم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، فضلا عن ممثلين عن «حماس» وإسرائيل، سيعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة لضمان تنفيذ الاتفاق، ما يمنع أي احتكاك أو خلاف قد يفجر الوضع.

من جهته، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام.

وقال الرئيس السيسي، في تدوينة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، «شهد العالم لحظة تاريخية تجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار والتقارب، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من المعاناة، وفقا لخطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب، وبرعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية».

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن انقرة ستراقب عن كثب التنفيذ الصارم للاتفاق وستواصل المساهمة في العملية.

وستشارك في جهود مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، كما ستساهم في إعادة إعمار غزة. وكشف مسؤول تركي كبير أن تركيا ستشارك في قوة مهام مشتركة لتحديد مواقع رفات الأسرى المحتجزين في غزة إلى جانب أميركا وقطر ومصر وإسرائيل. من جانبها، قالت حركة «حماس» إن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المدن الرئيسية في قطاع غزة، اليوم.

وأضافت الحركة في بيان أمس أن «تبادل الرهائن والأسرى لن يبدأ إلا بعد وقف النار والانسحاب من المدن»، موضحة أن 250 محكوما بالمؤبد ستفرج عنهم إسرائيل.

وأشارت إلى أن «الاتفاق نص على فتح 5 معابر لإدخال المساعدات إلى القطاع»، مؤكدة تلقيها «ضمانات من أميركا والوسطاء بعدم عودة إسرائيل إلى العمليات القتالية».

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان للصحافيين أمس انه «تم توقيع المسودة النهائية للمرحلة الأولى في مصر من جميع الأطراف لإطلاق سراح جميع الرهائن».

وأكدت أن صفقة التبادل لن تشمل القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي.

وأشارت إلى انه سيعاد انتشار الجيش على الخط الأصفر، وذلك يعني السيطرة على نحو 53% من غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يجب أن يمنح جائرة نوبل للسلام.

وجاء في منشور على الحساب الرسمي لديوان رئيس الوزراء على منصة «إكس»: «امنحوا دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام فهو يستحقها».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته بدأت استعداداتها لتنفيذ الاتفاق بناء على توجيهات المستوى السياسي وتقييم الموقف، مضيفة أنها تواصل الانتشار في الميدان والاستعداد لأي تطورات عملياتية محتملة.

وقال الجيش في بيان إنه «بدأ بالاستعدادات العملياتية تمهيدا لتنفيذ الاتفاق، ويجري في هذا الإطار تحضيرات وإجراءات ميدانية للانتقال إلى خطوط انتشار جديدة ملائمة في الفترة القريبة».