
بعد 729 يوماً من حرب الإبادة، التي يشنها كيان الاحتلال على غزة، تتعلق الآمال على المفاوضات التي تنطلق، اليوم، في شرم الشيخ، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الخطة الأمريكية؛ لإنهاء الحرب في غزة، بعد أن قدمت حركة حماس، ليل الجمعة، ردها على الخطة، الذي اتسم بالإيجابية، حيث وافقت على إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها في القطاع، وفق ما ورد في الخطة، واستعدادها لبدء محادثات على الفور لحل جميع القضايا العالقة بموجبها.
ووسط تقارير تفيد باستشهاد 20 فلسطينياً، بينهم أطفال، بغارات جوية للاحتلال في غزة، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقديره، أن «تل أبيب أوقفت القصف مؤقتاً من أجل إعطاء فرصة لإتمام عملية إطلاق سراح الرهائن واتفاقية السلام». وقال إنه «يجب على «حماس» أن تتحرك بسرعة، وإلا فإن كل الرهانات ستكون ملغاة»، مضيفاً أنه لن يتسامح مع التأخير الذي يعتقد كثيرون أنه سيحدث. مُكرّراً قوله: «لننجز هذا بسرعة.. سيُعامل الجميع بإنصاف!».
وفي وقت لاحق، اعتبر الرئيس ترامب أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، «بالغ في غزة»، لافتاً إلى أنه قال له: «إنه لا بديل عن الموافقة على اتفاق السلام». وقال ترامب لوسائل إعلام عبرية: «إن صفقة غزة باتجاه التنفيذ وستحقق نجاحاً كبيراً»، وأشار إلى أن «إسرائيل أضاعت كثيراً من الدعم الدولي، وأنا سأعيد هذا الدعم».
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي، عن مسؤول في كيان الاحتلال، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فوجئ برد الرئيس ترامب على بيان حركة حماس، واعتبر خلال مشاورات قبل إعلان ترامب، أن رد «حماس» رفض للخطة.
وأوضح أن نتانياهو أكد ضرورة التنسيق مع الأمريكيين لضمان عدم ترسيخ انطباع أن «حماس» استجابت للخطة، رغم أن الجهات الفنية التي تتعامل مع ملف الأسرى رأت رد «حماس» إيجابياً ويفتح الطريق لاتفاق.
وكان ترامب قد رحَّب برد «حماس»، وعبَّر في منشور على حسابه بمنصة «تروث سوشيال» عن اعتقاده أن البيان الصادر عن «حماس»، يؤكد أنهم «مستعدون لسلام دائم». وطالب تل أبيب بأن «توقف قصف غزة فوراً، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة».
وتوجه وفدا كيان الاحتلال و«حماس» إلى مصر، التي سيصلها أيضاً المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب، ومعهما الخرائط التوضيحية لمراحل انسحاب الاحتلال من غزة. وأعلنت مصر أنها ستستضيف اجتماعات لوفدَي «حماس» وتل أبيب غداً (الإثنين) 6 أكتوبر.
وأمر المستوى السياسي بتل أبيب الجيش بوقف عملية السيطرة على مدينة غزة، بعد أن دعا ترامب إلى وقف الضربات في غزة، بينما يدفع لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن. وقالت إذاعة الجيش: «إن الأمر ينص على تقليص العمليات إلى الحد الأدنى، مع التحول إلى الدفاع بدلاً من الهجوم، والاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطط ترامب». كما أصدر مكتب نتانياهو بياناً نادراً، في أعقاب رد «حماس» على اقتراح ترامب، أكد فيه أن «إسرائيل مستعدة للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من الخطة»، وأنها ستواصل العمل بالتعاون الكامل مع ترامب وفريقه لإنهاء الحرب.
ورغم المعاناة الهائلة التي تحملها أهل قطاع غزة والأثمان الباهظة التي دفعوها، فإن الخطة الأمريكية الجديدة تفتح باب الفرج لوضع حدٍّ لحرب الإبادة، كما أنها تغلق الباب نهائياً أمام مخطط التهجير الجماعي، الذي كانت تعمل عليه حكومة بنيامين نتانياهو.
وفيما يلي التفاصيل:
بعد نحو عامين من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد اكثر من 67 ألف شهيد وتدمير كامل للقطاع، بدأت بوادر فعلية لوضع خط النهاية لهذه الحرب الهمجية، مع رد حركة حماس، الذي اتسم بالإيجابية الكبيرة، على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة والشرق الأوسط، في وقت ستحدد الأيام المقبلة خريطة الطريق التنفيذية للخطة والمسار الذي ستسلكه والجدول الزمني لإنهاء الحرب فعلياً.
في أعقاب تصريحات حماس واعلان استعدادها لبدء محادثات لحل جميع القضايا العالقة بموجب الخطة، ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تريد السلام ومطالبته الكيان بوقف اطلاق النار فوراً، أعلن جيش الاحتلال أن رئيس الأركان إيال زامير التقى بكبار الجنرالات لإجراء تقييم خاص للوضع، وأنه بناء على أمر القيادة السياسية، أصدر زامير تعليمات للجيش بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطط ترامب لتحرير الرهائن، كما أمر الجيش بوقف هجومه للسيطرة على مدينة غزة والتركيز بدلاً من ذلك على ما اسماه العمليات الدفاعية وإظهار جهوزية ووعي متزايدين للرد السريع لإزالة أي تهديد.
وحذر جيش الاحتلال الفلسطينيين من العودة إلى مدينة غزة أو الاقتراب من قواته في كل أنحاء غزة، حيث أوقف العمليات الهجومية، قائلاً:«لا تزال قواتنا تحاصر مدينة غزة، والعودة إليها أمر خطير للغاية»، مضيفًا أن المنطقة الواقعة شمال وادي غزة هي «منطقة قتال خطيرة».
ونفذت قوات الاحتلال، فجر السبت، قصفا جويا ومدفعيا جنونيا على مدينة غزة وعلى مناطق عدة في القطاع، بينها خان يونس في الجنوب، ما اسفر عن استشهاد 50 فلسطينيا بينهم طفلة.
حوار في القاهرة
في حين وجه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتانياهو الوفد المفاوض الذي سيرأسه هذه المرة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المقرب من نتانياهو، إلى القاهرة لإتمام الترتيبات النهائية.
وتوجه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى مصر للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة، بحسب مسؤول أمريكي مطلع. وذكرت القناة 12 العبرية أن ويتكوف يخمل معه خرائط مفصلة للانسحاب التدريجي لجيش الاحتلال، التي كان البيت الابيض نشر في 29 سبتمبر خريطة أكثر توضيحا لها.
وقال مسؤول كبير بتل أبيب للقناة 12 العبرية إنه إذا سارت المحادثات المقرر عقدها في مصر بشأن الانتهاء من التفاصيل الفنية لإطلاق سراح الرهائن بسلاسة، فقد تتم العملية في غضون أيام قليلة.
ويؤكد حضور ويتكوف وكوشنير عزم الولايات المتحدة على ضمان سير الصفقة كما هو مخطط لها. يقول المسؤول الكبير بتل أبيب، إن التطورات المتسارعة الحالية «منسّقة بالكامل» بين ترامب ونتانياهو، وإن الزعيمين تحدثا الجمعة قبل أن يُعلن ترامب اعتقاده بأن حماس مستعدة للسلام ويطلب من تل ابيب التوقف فورًا عن قصف غزة.
وأشاد المصدر القريب من نتانياهو، بالتقدم المحرز نحو الإفراج الوشيك المحتمل عن جميع الرهائن، باعتباره «إنجازا عظيما» تم دون أن تستسلم حكومة نتانياهو لمطالب حماس بالانسحاب الكامل من القطاع. وبموجب شروط خطة ترامب التي سيتم بحثها الآن في مصر، يقول المصدر، إن كيان الاحتلال سينفذ «انسحابا تكتيكيا». لافتا إلى أنه في حال سارت الأمور كما هو مخطط، فور انتهاء «المحادثات الفنية» في مصر، فستكون هناك مناقشات حول إلقاء حماس لسلاحها، ونزع السلاح من القطاع، واليوم التالي في غزة.
وبحسب التقرير، يعمل المستوى السياسي بتل ابيب حاليا على صياغة موقف رسمي موحّد بشأن القضايا التي لم توضحها خطة ترامب، ومنها عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، والتفاصيل المتعلقة بنزع سلاح غزة، وما إذا كانت تل أبيب ستوافق على احتفاظ مقاتلي حماس بأسلحة شخصية.
كما يجري تحديد مواقع انسحاب الجيش من القطاع في كل مرحلة من المراحل الثلاث التي تضمنتها الخطة، وصياغة جدول زمني لتنفيذها. وسيتولى الوسطاء تسهيل المحادثات بين الاحتلال وحماس. كما أنّ المهلة المحددة للإفراج عن الرهائن (72 ساعة) قد تُمدد بسبب الظروف الميدانية.
«نعم.. ولكن»
وقال المصدر الصهيوني إن احتمال رد حماس على اقتراح ترامب بـ«نعم، ولكن»، كما حدث، نوقش بين نتانياهو والإدارة الامريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد «إننا قريبون للغاية» من إنهاء القتال في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وبدا أن ترامب يتقبل بكل إخلاص الرد الواضح «نعم، ولكن» باعتباره انتصارا، حيث أصدر بيانا مصورا من مكتب ريزولوت في المكتب البيضاوي يشكر فيه كل البلدان التي «ساعدتني في هذا الأمر، قطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن والعديد من البلدان الأخرى». مضيفا: «هذا يومٌ عظيم. سنرى كيف ستسير الأمور».
وأضاف:«يتعين علينا أن نحدد الكلمة النهائية بشكل ملموس»، معترفا بأن المفاوضات اللاحقة لا تزال بحاجة إلى أن تُعقد. وقال: «أتطلع إلى عودة الرهائن إلى ديارهم وذويهم... هذا يوم خاص جدًا، وربما غير مسبوق». ولفت ترامب إلى تلقيه مساعدة هائلة. كان الجميع متفقين على رغبتهم في إنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ونحن قريبون جدًا من تحقيق ذلك. تابع ترامب: «شكرا لكم جميعا، وسيتم التعامل مع الجميع بشكل عادل».
ولاحقا، حذر الرئيس الأميركي حركة حماس من أي تأخير في تنفيذ خطته بشأن غزة، وقال: «على حماس التحرك بسرعة وإلا ستصبح كل الاحتمالات واردة». وأضاف: «لن أتهاون مع أي تأخير من جانب حركة حماس»، معربا عن تقديره «إيقاف إسرائيل القصف مؤقتا لمنح فرصة لإتمام عملية إطلاق سراح الرهائن واتفاق السلام».
حماس «تشجعت»
وقالت حركة حماس إن تصريحات ترامب التي دعا فيها الاحتلال إلى وقف قصف غزة «مشجعة»، معربة عن استعدادها للتفاوض فورا.
من جانبها، دعت قطر إلى مناقشات كاملة حول خطة ترامب لإنهاء الحرب، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن قطر ومصر، بدأتا محادثات بالتنسيق مع الولايات المتحدة لاستكمال المناقشات حول الخطة لضمان إنهاء الحرب.
لابيد يؤمن الغطاء السياسي لنتانياهو
تعلم الولايات المتحدة أن زعيمي الائتلاف اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، من المرجح أن يعارضا الاتفاق، وربما يسعيان لإسقاط حكومة نتانياهو، غير أن زعيم المعارضة، يائير لابيد، أكد للولايات المتحدة، ليل الجمعة، أنه سيضمن عدم سقوط الحكومة.
وبعد رد حماس، عقد نتانياهو مشاورات طارئة دون بن غفير وسموتريتش، حضره رؤساء الأجهزة الأمنية ووزير الحرب يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وكان زعيم المعارضة يائير لابيد علق على تصريح ترامب، بأن الرئيس الأمريكي «محق في أن هناك فرصة لم تتح من قبل لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب». قال لابيد: «أبلغتُ الإدارة الأمريكية أن نتانياهو يحظى بدعم سياسي لمواصلة هذه الخطوة».
اقرأ أيضا بنفس القسم
صفقة غزة اتفق عليها الجميع بشكل مذهل. وكل الدول تعمل على إتمام الاتفاق.
بحجة موازنة حرية المظاهرات بحرية جيرانهم في عيش حياتهم دون خوف !
موجب النظام الانتخابي سيتم انتخاب وتعيين 210 أعضاء في البرلمان
ظهر الحية في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر من مساء أمس السبت
تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الأسرى
البحث
الأكثر قراءة