آخر الأخبار

المستشار / محمد جاسم المديرس
نحن وبائـع البــرد ..
6/22/2017 1:15:51 AM

 

راع البرد .. وإن شئت قل بائع الأيسكريم ، سميه ما شئت فهو في الذاكره ومن ذكريات الطفوله والبراءه ،،فإن وقعت عيناك على بائع الأيسكريم يتجول بدراجته الهوائيه في الشوارع والميادين عادت بك الذاكره للوراء وللماضي الجميل وأيام الطفوله التي لاننسى بهجتها ،،ستظل تنظر إليه ولن تصرف عيناك عنه حتى يختفي عن الأنظار ،،وتشعر وكأنك تجولت برفقته في ذكريات الماضي الجميل ..

ولكن ما الذي جعل تلك المهنه البسيطه من تراث الكويت وما هي العلاقه التي تربط بائع البرد بأهل الكويت فالبدايه منذ زمن بعيد يطول الأباء والأجداد ،، قبل نشأة الشركات والمصانع ، حينما كان بائع البرد يقوم بتصنيع منتجاته بمنزله  ،، ثم يجوب بها الأحياء السكنيه ، على دراجته الهوائيه البسيطه ومثبت عليها الصندوق الذي يحوي المثلجات ،، وينادي بصوت عال ومميز (بريد) ،، فتلتف حوله الصبيه والأولاد الصغار يشترون منه ، ليتذوقوا الأيسكريم ذات الطعم المميز ،، ويطفؤوا لهيب العطش في حر الصيف الشديد،، وتشعر وقتها بسعاده وبهجه لامثيل لها ،، ولا ترى في وجه بائع البرد سوى ملامح السعاده والسرور وفي تصرفاته الحنان والمحبه ،، وما أن يغادر بائع البرد حتي نظل في إنتظاره في اليوم التالي ،، فأصبح من طقوس اليوم ، وملامح الأحياء ،، فتلك هي علاقة الحب التي تجمعنا ببائع البرد ،، الذي لا يأتي لأجل المال فحسب ،،بل ليجلب لنا الفرحه والسعاده ،،فيجني منا الحب ،،

وقد أثبتت بعض الدراسات أن من يعمل بمهنه بائع البرد ، لا يترك تلك المهنه أبدا مهما كانت المغريات ،، لأنه يجمع مع المال البسيط الذي يتكسبه - حب الناس والرغبه في رؤية البهجه في وجوههم ، بدليل أننا نعرف أناس ممن يعملون في تلك المهنه ظلوا يمارسونها خمسين عام ولم يتركوها حتي الأن ،،

وهنا نطرح السؤال المهم : ألا يستحق منا بائع البرد الرعايه والأهتمام ؟ ،، ألا يستحق التكريم من يجوب الشوارع والميادين ليروي عطشنا ويجلب لنا السعاده دون نظر لظروف الجو القاسيه ، في شمس الصيف الحارقه ،، وفي أيام الطوز والرطوبه شديدة الكثافه ؟ ،، ليس المال هو غايته الوحيده ولكنه إعتاد على أن يدخل الفرحه على  الصغار ويروي عطشهم ويبرد على قلوبهم ،، فأحب مهنته ،

يستحق بائع البرد أن نبادله الحب بالحب والتكريم ونثبت له أنه لا يزال من أحب الذكريات إلينا ،،فليس أقل من توفير الحمايه له وهو يعمل في ظروف الجو القاسيه ،، ومنهم من تعدى عمره الستين لم يعد يحتمل مثلما كان شابا ،، حيث نقترح إنشاء وتوفير مظله  لغرض حماية هذا البائع البسيط من عوامل الجو وحفاظا على حياته وتكون المظله مكيفه ومجهزه بما يلزم لتفي بالغرض التي أعدت له وهو حماية بائع البرد من عوامل الطقس المختلفه.. فمن منا يحتمل العمل في الشارع في لهيب الشمس الحارقه في فصل الصيف ومن منا يحتمل الطوز أو الرطوبه الكثيفه ،، فمنا من يشتكي من حرارة الجو ،وهو حتى في بيته تحت برودة التكييفات ، فماذا لو مرض هذا البائع المسكين الذي يتكسب رزقه يوما بيوم ،، فهو لا يتحصل على أي مزايا ماليه أو إداريه مثل موظفي القطاع العام وحتى الخاص ،، ولا يتقاضى راتبا شهريا ،، ويعتبر بائع البرد أصغر نقطة توزيع للشركات وبدون أي مرتجعات لقلة الكميه التي يشتريها ،، فما يفسد منه من بضاعه يتحمل هو ثمنها حيث أن هذا الأقتراح هو نداء رحمه ،وعمل إنساني ،لحماية هؤلاء البائعين البسطاء ،،الذين لا ناقة لهم ولا جمل ،سيما وأن هؤلاء الباعه يزاولون مهنتهم بموجب ترخيص صادر عن الجهه المختصه ويعملون تحت إشراف ورقابة بلدية الكويت ويدفعون رسوم التجديد وكافة مايطلب منهم من مصروفات .

وفي الختام نهنيء شعب الكويت والأمه الأسلاميه بشهر رمضان المبارك وبقرب عيد الفطر السعيد وندعو الجميع بتلك المناسبه وفي هذه الأيام المباركه ، أيام الرحمه والمغفره والعتق من النار ، أن يسارعوا في عمل الخيرات وأن يتنافسوا في مساعدة الفقراء ومد يد العون لكل محتاج ، وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم .

 

 


اقرأ أيضا لنفس الكاتب